“اليوم العالمي للتنوع الاحيائي..”من الاتفاق إلى العمل: إعادة بناء التنوع البيولوجي

اليوم العالمي للتنوع الاحيائي.. ❞من الاتفاق إلى العمل: إعادة بناء التنوع البيولوجي❝
23 نوفمبر 2024
(شباب اف ام) -

المجتمع العالمي مدعو للتدقيق في علاقتنا بالعالم الطبيعي من حولنا، فهناك شيء واحد مؤكد مفاده أنه مع كل التقدم التكنولوجي، فإننا نعتمد اعتمادًا تامًا على النظم البيئية الصحية والنابضة بالحياة للحصول على المياه والغذاء والأدوية والملابس والوقود والمأوى و الطاقة، على سبيل المثال لا الحصر.

هذا مما يفرض علينا احترام ثروتنا البيولوجية وحمايتها وإصلاحها.

ومما لا شك فيه أن هذا العام هو عام متميز في ما يتصل بصون التنوع البيولوجي. فلدينا الآن شعور متجدد بالأمل مع اعتماد إطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي، الذي هو اتفاق تاريخي وُقع في كانون الأول/ديسمبر 2022 ويحدد أهدافًا وتدابير ملموسة لوقف فقدان الطبيعة والتعافي منه بحلول عام 2050.

ولذا، فقد تقرر أن يكون موضوع اليوم الدولي للتنوع البيولوجي هو من ❞الاتفاق إلى العمل: إعادة بناء التنوع البيولوجي❝. ويروج الشعار للفكرة التي مفادها أنه بعد أصبح لدينا الآن خطة عمل متفق عليها على المستوى العالمي، فمن الواجب علينا تنفيذ كافة التدابير التي تتوخاها الاتفاقية قبل عام 2030. وبهذه الطريقة سنستطيع الحصول على تنوع بيولوجي مصون ومستدام مع حلول 2050. وتلك هي الرسالة الرئيسة من اتفاقية التنوع البيولوجي، التي تُعد الصك الدولي الرئيس للتنمية المستدامة.

مشاكل التنوع البيولوجي هي مشاكل الإنسانية

غالبًا ما يُفهم التنوع البيولوجي من حيث التنوع الكبير للنباتات وللحيوانات وللكائنات الحية الدقيقة، ولكنه يشتمل كذلك على الاختلافات الجينية في كل نوع — على سبيل المثال، بين أنواع المحاصيل وسلالات الماشية — وتنوع النظم البيئية (البحيرات والغابات، والصحاري والمناظر الطبيعية الزراعية) التي تستضيف أنواعًا متعددة من التفاعلات بين أعضائها (البشر والنباتات والحيوانات).

وموارد التنوع البيولوجي هي الركائز التي نبني عليها الحضارات. فالأسماك تتيح 20% من البروتين الحيواني لزهاء ثلاثة مليارات نسمة. كما تتيح النباتات أكثر من 80% من النظام الغذائي البشري. ويعتمد ما يقرب من 80% من السكان الذين يعيشون في المناطق الريفية في البلدان النامية على الأدوية النباتية التقليدية للحصول على الرعاية الصحية الأساسية.

إلا أن فقدان التنوع البيولوجي يهدد الجميع، بما في ذلك الصحة العامة. فقد ثبت أن فقدان التنوع البيولوجي يمكن أن يزيد من الأمراض الحيوانية المنشأ — الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر — بينما، من ناحية أخرى، إذا حافظنا على التنوع البيولوجي، فإنه يتيح أدوات ممتازة لمكافحة الأوبئة مثل تلك التي تسببها الفيروسات التاجية.

وفي حين أن هناك اعترافا متزايد بأن التنوع البيولوجي هو ثروة عالمية ذي قيمة هائلة للأجيال القادمة، فإن بعض الأنشطة البشرية لم تزل تتسبب بشكل كبير في تقليل عدد الأنواع. ونظرا لأهمية تثقيف الجمهور وتوعيته بشأن هذه القضية، قررت الأمم المتحدة الاحتفال باليوم الدولي للتنوع البيولوجي سنويا.

 

المصدر: الأمم المتحدة

ر.ن