تشارلز الثالث ملكا للمملكة المتحدة

23 نوفمبر 2024
(شباب اف ام) -

توّج تشارلز الثالث السبت ملكا للمملكة المتحدة في ويستمنستر آبي خلال مراسم دينية مهيبة أمام حوالى 2300 مدعو.

ووضع رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي التاج على رأس الملك تشارلز الثالث. وقبل ذلك بوقت قصير، أقسم الملك على خدمة رعاياه وحماية كنيسة إنكلترا التي هو رئيسها الأعلى فيما سمعت هتافات “ليحفظ الله الملك” داخل الكنيسة وخارجها.

ومراسم التتويج، هي ثاني مراسم من نوعها تُبث على التلفزيون والأولى بالألوان وبخدمة البث التدفقي على الانترنت. وتُعد تأكيدا دينيا لاعتلاء تشارلز العرش.

وتشارلز البالغ 74 عاما، هو ملك بريطانيا منذ وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية في أيلول/سبتمبر 2022 بعد سبعة عقود على توليه ولاية العهد.

جزء كبير من المراسم الأنغليكانية التي ستقام في كنيسة ويستمنستر وتستغرق ساعتين برئاسة أسقف كانتربري جاسن ويلبي، متوارث من ألف عام عن أسلاف الملك وعددهم 39 تُوّجوا في كنيسة ويستمنستر منذ عام 1066.

ولكن بينما بقيت العديد من طقوس وتقاليد الاعتراف بتشارلز ملكا دون تغيير، سعى الملك لتحديث جوانب أخرى من المراسم.

فتشارك نساء أساقفة للمرة الأولى وكذلك قادة أقليات دينية أخرى وسيكون للغات القلطية دور بارز أيضا.

وبصفته ملكا، يترأس تشارلز كنيسة إنكلترا لكنه يقود بلدا أكثر تنوعا دينيا وعرقيا عن الذي ورثته والدته في ظل الحرب العالمية الثانية.

وسعى تشارلز أيضا لأن تكون قائمة المدعوين وعددهم 2300، أكثر تمثيلا للمجتمع البريطاني، فدعا أفرادا من عامة الناس ليجلسوا إلى جنب رؤساء دول وملوك وأمراء من أنحاء العالم.

وفي تغيير آخر للتقاليد، سيعكس شعار المراسم اهتمام تشارلز الدائم بالتنوع البيولوجي والاستدامة.

وستمتلئ كنيسة ويستمنستر بأزهار موسمية وأغصان خضراء من جزيرة آيل أوف سكاي في شمال غرب اسكتلندا حتى كورنوال عند الطرف الساحلي الغربي لإنكلترا.

وحُظرت قطع الاسفنج الرغوية الخاصة بالزهور ذات الاستخدام الواحد، وسيتم التبرع بكل الأزهار لجمعيات خيرية تساعد المسنّين والضعفاء.

وستُستخدم أثواب احتفالية معاد تدويرها من مراسم تتويج سابقة، وسيكون الزيت الذي سيُمسح به تشارلز نباتيا.

اعتبر رئيس الوزراء ريشي سوناك الحدث “تعبير نفتخر به عن تاريخنا وثقافتنا وتقاليدنا”.

وقال “لحظة فخر وطني استثنائي… دليل حي على الطابع الحديث لبلدنا وتقاليد نعتز بها يولد من خلالها عهد جديد”.

لكن ليس الجميع مقتنع بذلك. فالاستطلاعات تشير إلى تراجع الدعم للتاج البريطاني خصوصا بين الشبان الأصغر سنا مع دعوات إلى التحديث أو إلغاء النظام الملكي برمته.

والجمهوريون الذين يطالبون برئيس دولة منتخب، وعدوا بتنظيم احتجاج في يوم التتويج مع شعارات تقول “ليس ملكي” (نات ماي كينغ).

وخارج المملكة المتحدة، يضعف موقع تشارلز كوريث للعرش في 14 من دول الكومنولوث.

فقد لمحت بليز وجامايكا في وقت سابق هذا الاسبوع إلى خطوات نحو التحول إلى نظام جمهوري، ويُحتمل أن تقوم استراليا وكندا ودول أخرى بخطوات مماثلة.

أما البريطانيون الذين يعانون ارتفاع كلفة المعيشة، فيتساءلون لمَ يتعين على دافعي الضرائب تحمل كلفة المراسم التي تقدر بأكثر من 100 مليون جنيه استرليني (126 مليون دولار).

ومع ذلك، فإن الحشود الداعمة للأسرة الملكية والتي تقوم طوال الأسبوع بالتخييم على شارع ذي مول المؤدي إلى باكنغهام بالاس، دليل على أن العائلة الملكية لا يزال لها دور في التاريخ والتقاليد البريطانية.

والعديد من هؤلاء جاؤوا جوا من الخارج في تأكيد للموقع الفريد للملكية كأكبر الرموز البريطانية في العالم.

والتتويج ذروة مراسم تستمر ثلاثة أيام وتشمل احتفالا موسيقيا في قصر قلعة ويندسور غرب لندن مساء الأحد.

وقالت كارين تشامبرلين (57 عاما) العاملة في منظمة خيرية لوكالة فرانس برس “الأمر رائع”. ونصبت هذا المرأة خيمة لها مع شقيقتها وابنها طمعا في متابعة المراسم من أفضل الأماكن.

وأضافت “والدتنا جاءت إلى لندن في 1953. القدوم إلى هنا طريقة للقول إننا فخورون بالعرش. عسى أن نكون هنا عندما يصبح (وريث تشارلز) وليام ملكا”.

المصدر: وكالات

ر.ن