ونظرا للمكانة التي تتميز بها هذه المناسبة في قلوب المغاربة فإنهم يحتفون بليلة القدر ليلة 27 من رمضان، بطقوس وعادات وتقاليد فريدة متوارثة عن الأجداد.

طقوس وتقاليد خاصة

بما أن ليلة القدر تحظى بمكانة خاصة في المجتمع المغربي، فإن كل الأسواق والمحلات التجارية تشهد حركة تجارية دؤوبة حيث يحرص المغاربة على اقتناء الملابس التقليدية من قبيل “الجلباب” و “السلهام” و”البلغة” (حذاء تقليدي)، والذراعية (لباس صحراوي) ثم يتوجهون إلى المساجد لأداء الصلاة.

وترتدي النساء أفضل الجلاليب بلون أبيض ناصع، كأنهن يؤدين مناسك الحج أو العمرة، ويتطيبن بالمسك والعود ثم يتوجهن إلى المسجد لأداء الصلاة، كما يرافقهن أطفالهن وهن يرتدين لباسا تقليديا.

وفي منظر رهيب ولافت للنظر تمتلئ المساجد بالمصلين وتصدح الحناجر بتلاوة القرآن، وتصل إلى الفضاء الخارجي.

الكسكس يتصدر الموائد

عند انتهاء صلاة التراويح يعود المصلون إلى منازلهم من أجل تناول وجبة العشاء، التي تحتوي على “الكسكس”، وهو الأكلة الشهيرة التي تتصدر موائد العشاء في ليلة القدر.

ويتم إعداد الكسكس باللحم أو الدجاج، ويختلف الكسكس من منطقة لأخرى، هناك من يستعمل “سبع خضار”، وآخرون يعتمدون في طهيه فقط على البصل المعسل والحمص وهو ما يسمى بـ “التفاية”، وفي مدن ساحلية عوض استعمال اللحم يعوض بالسمك.

ويقدم طبق الكسكس في إناء كبير صنع من الطين ويسمى “القصرية”، فيما البعض الآخر يضعه في أوان مزركشة من الفخار، ويلتف حولها أفراد الأسرة وبعض الأقارب في إطار تبادل الزيارات.

وفي هذ الصدد، قالت أمي هنية (60 عاما) التي تنحدر من مدينة مراكش البلد، في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، إن هذه المناسبة تتميز بإعداد الكسكس إما بالدجاج البلدي أو الرومي أو الحمام أو اللحم، ثم استعمال مختلف أنواع الخصر من قبيل الجزر واللفت والقرع الأحمر والأخضر والفول والحمص.

وأضافت أمي هنية، أن الكسكس يعد وجبة أساسية في ليلة القدر، ويتصدر الموائد المغربية، كما تحرص عدد من الأسر على إرسال “قصريات” الكسكس إلى المساجد أيضا وهو تقليد اعتاد عليه المغاربة.

وأما الحاجة غيثة، فقالت في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، إن إعداد طبق الكسكس ليس أمرا هينا، فهو يتطلب وقتا طويلا لإعداده، حيث تشرع النساء مبكرا في اليوم.

الرفيسة تحتل المرتبة الثانية

وإذا كانت بعض أسر تعد الكسكس في ليلة القدر، فإن عائلات أخرى في مدن مختلفة تفضل إعداد وجبة “الرفيسة”، فهم يطبخون هذا الطبق باستعمال الدجاج و “الرغيف” ويسمى “المسمن”، والبصل والعدس وتزين ببيض السمان والفواكه الجافة وتقدم أيضا في إناء “القصرية”.

وتحرص النساء في هذه الليلة المباركة ارتداء أزياء تقليدية مثل القفطان المغربي الأصيل و”الجابدور” و”التكشيطة” و”الشربيل” ثم يتزين بالحلي، كما يعطرن البيت بالبخور والطيب.

لا يحلو الشاي دون فواكه جافة

وبعد الانتهاء من وجبة العشاء تعد النساء الشاي المغربي الأصيل في البراد “إناء الشاي” الذي يقدم في إناء تقليدي “صينية”، مرفوقا بالفواكه الجافة والحلويات حسب تقاليد كل منطقة.

وفي هذا السياق، أكدت نعيمة تتحدر من مدينة فاس شمال غربي المغرب، في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”، أن تقديم الشاي مع الفواكه الجافة في أطباق تقليدية من أهم مميزات المجتمع المغربي، مشيرة إلى أنه لا يحلو شرب فنجان الشاي دون الفواكه الجافة (مثل اللوز والتمر والتين والفستق والجوز وغيرها).

المصدر: سكاي نيوز

س.ب