يعاني بعض الأطفال من مشاكل مع زملائهم في المدرسة ولا يخبرون أمهاتهم بسبب الخوف أو الشعور بالحرج. ويعدد المتخصصون عددا من العلامات التي تظهر على الطفل وتكون بمثابة إنذار للأم بأن صغيرها يتعرض لمشاكل مع زملائه، مع توصيات بكيفية مساعدته على تجنبها.
لماذا يعاني الأطفال؟
هناك عدد من المشكلات المختلفة التي يمكن أن تسبب معاناة الطفل في المدرسة، بما في ذلك التحديات الاجتماعية، أو المشكلات الأكاديمية، وكذلك الجسدية. وبحسب موقع “فيري ويل فاميلي” (Verywellfamily) تعد العلاقات بين الزملاء في المدرسة وحالات التنمر المصاحبة لها مصدرا أكثر شيوعا لمشاكل المدرسة لدى الأطفال والمراهقين. وقد يواجه الأطفال الذين يعانون من التنمر وضغط الأصدقاء في المدرسة صعوبة بالغة في مواكبة الدروس أو فهم المواد.
علامات الخطر
مع الخوف أو عدم الرغبة في الإفصاح، تواجه الأم صعوبة في التعرف على ما إذا كان طفلها يواجه صعوبات في المدرسة مع زملائه. لكن هناك بعض العلامات بحسب موقع “مام جانكشين” (Momjunction) والتي تشير إلى أن الطفل يعاني من مشاكل مع زملائه، منها:
-
الممتلكات المفقودة أو التالفة
إحدى الطرق للتعرف على تعرض الطفل للاعتداء هي إذا “فقد” أغراضه بشكل متكرر، أو إذا عادت أغراضه تالفة على الرغم من أنه ليس مهملا.
قد تكون أحد أكثر الأشياء التي يفعلها الأطفال المتنمرون أخذ ممتلكات زملائهم الآخرين وإتلافها بعنف أمامهم.
-
انخفاض مفاجئ في احترام الذات
يمكن للأم ملاحظة أن خطبا ما قد أصاب طفلها الذي كان يتسم طوال الوقت بالتفاؤل والثقة بالنفس، بعد تحوله فجأة ولم يعد واثقا من نفسه أبدا.
وتتسبب الصدمات الجسدية والعاطفية في أن يبدأ الطفل التشكيك في قيمته الذاتية. ويمكن أن يشعر أنه في الطرف الأضعف، وأنه عرضة لأفعال وتعليقات سلبية دون سبب على الإطلاق.
نتيجة لذلك، يبدأ تقديره لذاته في الانخفاض. وقد تلاحظ الأم تغيرات سلوكية على صغيرها مثل إبقاء رأسه منخفضا أو التحدث بصوت ناعم جدا. حتى إنه قد يبدأ في تجنب أفراد الأسرة، وقد لا يتحدث ما لم تتم مخاطبته مباشرة من أجل عدم لفت الانتباه إلى وضعه.
-
تجنب الأصدقاء والمناسبات الاجتماعية
إذا استمر سوء المعاملة، فقد يبدأ الطفل في الانغلاق على كل نوع من أنواع التفاعل الاجتماعي. قد يختار البقاء في المنزل بمفرده بدلا من الخروج مع أصدقائه أو زيارة العائلة في المناسبات المختلفة التي اعتاد حضورها من قبل.
-
تغيير مفاجئ في سلوكه
بسبب تعرض الطفل للتنمر من زملائه وعدم قدرته على الدفاع عن نفسه أو التنفيس عن غضبه يتحول سلوكه داخل المنزل مع أفراد أسرته، ويكون هناك غضب مستمر وضيق وانتقاد لكل فعل أو كلمة. وقد تكون تلك محاولة للشعور بأنه في مركز السيطرة داخل البيت.
-
الكوابيس أو صعوبة النوم
عندما يواجه الطفل فجأة صعوبة في النوم أو كوابيس متكررة، فقد يكون ذلك علامة على القلق بشأن موقف ما أو مشكلة في المدرسة، حيث إن التعرض للضرر الجسدي والعاطفي قد يكون له تأثير مباشر على نوعية نوم الطفل.
طلب المال أو أشياء أخرى على غير المعتاد
يمكن أن تأتي التأثيرات السلبية بأشكال مختلفة، وقد تكون جسدية أو لفظية أو اجتماعية. وقد يضغط الأطفال شديدو العدوانية على زملائهم في الفصل ليبدؤوا في منحهم المزيد. ونتيجة لهذا التخويف، قد يبدأ الأطفال في مطالبة والديهم بمزيد من الأشياء، مثل الأموال أو الطعام، أكثر مما يحتاجون إليه في العادة.
-
علامات جسدية غير قابلة للتفسير
تستطيع الأم معرفة ما إذا كان طفلها يواجه مشاكل عنيفة مع زملائه من خلال اكتشاف علامات أو آثار عنف جسدي عليه، وإذا لم يتمكن من شرح أسباب ظهور تلك العلامات المتكررة فقد يكون ذلك سببا قويا للقلق.
كيف تساعدينه؟
ليس من السهل على أي أم معرفة أن طفلها يتعرض لمشاكل داخل المدرسة عاطفية أو جسدية، ربما يكون الانفعال هو المحرك الأولي، لكنه لا ينجح دائما، وعلى الأم تدارك الأمر والهدوء حتى تقدم المساعدة الفعالة لطفلها، وفقا لموقع “بارينتس” (Parents)، منها:
- يجب شرح الموقف للطفل جيدا بطريقة يفهمها. في بعض الأحيان، لا يعرف الطفل سبب تعرضه لسوء المعاملة، من المهم أن يعرف أن التنمر ليس خطأه أبدا. دائما ما يتعلق التنمر بالشخص الذي ينخرط في السلوك وليس المستهدف. وتساعده الإشارة إلى ذلك على الدفاع عن نفسه مستقبلا.
- التواصل باستمرار مع الطفل. يجب أن يشعر الطفل بالراحة مع أمه ليكشف لها عما يحدث بالفعل في حياته.
- تعزيز ثقة الطفل بدفعه لاكتشاف ومتابعة مواهب وهوايات جديدة.
- إنشاء قائمة بالردود من خلال تدريب الطفل على عبارات يمكن استخدامها لإخبار زميله بالتوقف عن سلوك التنمر. ويجب أن تكون هذه الكلمات بسيطة ومباشرة ولكن ليست معادية مثل “دعني وشأني”.
- لعب الأدوار. قد يكون لعب الأدوار طريقة جيدة لبناء الثقة وتمكين طفلك من التعامل مع التحديات. يمكن للأم لعب دور المتنمر بينما يمارس الطفل ردود فعل مختلفة حتى يشعر بالثقة في التعامل مع المواقف المزعجة. وعند لعب الأدوار من المهم تدريب الطفل على التحدث بصوت قوي وحازم.
- تعزيز لغة الجسد الإيجابية. من الضروري أن يشعر الطفل بقوته حتى وإن لم يستخدمها. ويمكن تدريبه على النظر في عين المتنمر بثقة، وهذا يساعده على الشعور بمزيد من القوة في المواقف الصعبة ويجبر الطفل الآخر على التراجع.
- التواصل مع المسؤولين في المدرسة إذا تكرر الأمر.
ماذا يفعل؟
هناك بعض الطرق، بحسب مؤسسة “كيدز هيلث” (Kidshealth)، يمكن للأطفال من خلالها تحسين الوضع بأنفسهم والتأثير على المتنمر حتى يتراجع عن أذاه، منها:
- التحرك مع الأصدقاء. أن يحيط الطفل نفسه بالأصدقاء فهذا يعد رادعا لهجوم المتنمر.
- احتواء الغضب. من الطبيعي أن ينزعج الطفل من مضايقات زملائه، لكن ذلك الضيق هو ما ينشده المتنمر، حيث يجعله يشعر بمزيد من القوة.
- من المفيد أن يتدرب الطفل على عدم الرد بالبكاء أو الانزعاج. يتطلب الأمر الكثير من التدريب، يمكن للطفل ممارسة إستراتيجيات “التهدئة” مثل العد حتى 10، أو تدوين كلماته الغاضبة، أو أخذ نفس عميق، أو الابتعاد عنه والحفاظ على هدوء وجهه حتى يتخلص من أي خطر.
- الابتعاد والتجاهل. تجاهل المتنمر وسيلة فعالة جدا لإيقافه. من المحتمل أن يشعر المتنمر بالملل مع التجاهل المستمر له.
- طلب المساعدة. يمكن اللجوء إلى المعلمين ومدير المدرسة وأولياء الأمور وأي موظف داخل المدرسة للمساعدة على إيقاف الطفل المؤذي.
وأخيرا، من المهم أن يعرف الطفل أن ذلك الأمر متاح دائما وفعال في مواجهة المتنمر وإيقاف ضرره.