يفضل العديد من المشجعين العرب مناداة منتخب المغرب بـ”أسود الأطلس” بعد تألقهم الكبير في كأس العالم بقطر، إشادة منهم بشجاعتهم الكبيرة و”افتراسهم” مجموعة من المنتخبات القوية خلال المنافسة، لكن عددا كبيرا منهم لا يعرف أصل التسمية ولا سببها، كما هو الحال بالنسبة لألقاب مجموعة من المنتخبات.
وعلى غرار مختلف المنافسات الكروية الكبرى عبر العالم، فإن متتبع الكرة يكون على موعد مع سماع مجموعة من الألقاب ذات دلالات ورموز وطنية أو تاريخية أو مستوحاة من الطبيعة، والتي ترتبط بمنتخبات بعينها.
وبرز اسم “أسود الأطلس” بقوة خلال نهائيات كأس العالم 2022 بعد أن زأرت بقوة في ملاعب قطر، وحققت إنجازا عربيا وأفريقيا غير مسبوق بوصولها للمربع الذهبي، إلى جانب هزمها منتخبات قوية على غرار بلجيكا وإسبانيا والبرتغال.
ماذا يعني لقب “أسود الأطلس”؟
أطلق هذا اللقب على المنتخب المغربي، في إشارة إلى “أسد الأطلس” الذي عاش في سلسلة جبال الأطلس بالمغرب لعدة قرون قبل أن يعلن المستعمر الفرنسي عام 1922 عن قتل آخر أسد يتجول في الجبال والبراري.
وعلى خلاف الأسد في جنوب القارة الأفريقية الذي يحب السهول والأراضي المسطحة، فإن سلالة “أسود الأطلس” تحب الجبال والمرتفعات.
على الرغم من كون هذه الفصيلة من الأسود قد اختفت من الجبال المغربية منذ عشرينيات القرن الماضي، فإن بعضا منها ما زال في حديقة الحيوان بالعاصمة الرباط، ويخضع لعناية خاصة من السلطات المغربية للحيلولة دون اندثارها النهائي.
حسب إدارة حديقة الحيوانات المغربية، فإن هذه الأسود تعيش حتى 30 عاما، وقد يبلغ وزنها 200 كلغ بالنسبة للذكور، و150 كلغ بالنسبة للإناث، كما أنها قادرة على التهام 10 كلغ من اللحوم يوميا.
وبداية العام الجاري، أعلنت إدارة حديقة الحيوان في الرباط عن ولادة 5 أسود جديدة من فصيلة “أسود الأطلس”، لتصبح بذلك عائلة الأسود تتكون من 37 أسدا، كلها في الحديقة المذكورة.
بالإضافة إلى المنتخب الوطني، فإن لـ”أسد الأطلس” رمزية خاصة عند المغاربة بوجوده كذلك في شعار العائلة الملكية المغربية، الذي يضم أسدين من أسود الأطلس يحيطان بتاج المملكة ونجمتها الخماسية.
وإلى جانب العلم الوطني وأقمصة المنتخب الحمراء أو الخضراء أو البيضاء، فإن عددا من الجماهير المغربية تفضل ارتداء أقمصة تحمل صور الأسود، في إشارة إلى المنتخب الوطني.