يخرج النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو حزينا باكيا ومصدوما من الملعب بعد خسارة منتخب بلاده أمام المغرب وخروجه من ربع نهائي مونديال قطر، وهو ما انسحب على جميع اللاعبين بالمنطقة المختلطة لملعب “الثمامة”.
فاللاعبون الذين رفضوا الحديث للصحفيين وتركوا المهمة للاعبين فقط هما القائد بيبي وقائد مانشستر يونايتد برونو فيرنانديز، كانت الدموع لا تزال في عيونهم وخيبة الأمل من الخسارة ظاهرة على وجوههم وحتى خطواتهم باتجاه الحافلة التي تقلهم إلى مكان إقامتهم كانت ثقيلة، وحده رونالدو فضل الخروج من باب خلفي حيث ظهر في الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل بحالة يرثى لها، وعندما سألنا فيرنانديز عن رونالدو وهل تحدث معه؟
قال إنه تحدث معه وواساه “هو حزين ومحبط مثله مثل باقي اللاعبين الذين صدموا بالخسارة وخروجهم بهذه الطريقة من المونديال”.
وعندما طرحنا سؤالا على بيبي يتعلق باحتمال أن تكون المباراة ضد المغرب الأخيرة لرونالدو بقميص البرتغال، أجاب بيبي أن “اليوم المشكلة ليست إذا استمر رونالدو وبيبي مع المنتخب فنحن في لحظة حزن وكارثة، خسرنا المباراة وخرجنا من البطولة وهذا الأهم، البرتغال ليست رونالدو وبيبي، علينا معالجة المشاكل التي أوصلت المنتخب لهذه النتيجة”.
غير أن خيبة الخسارة لم يبررها لاعبو منتخب البرتغال بقوة منتخب المغرب أو أخطاء ارتكبوها أو اختيارات مدربهم سانتوس، بل حملوا معظم المسؤولية عنها للحكم الأرجنتيني فاكوندو تيو.
وهذا الحكم بالنسبة للاعبيْ منتخب “برازيل أوروبا” ليس فقط بقرارته المثيرة للجدل، بل بجنسيته الأرجنتينية، إذ قال بيبي “بعدما حدث أمس وتصريحات ميسي، من غير المقبول أن يتولى حكم أرجنتيني إدارة هذا اللقاء، لقد كان متعجرفا في الميدان، وأراهن أن كل شيء هنا معدّ من أجل أن تتوّج الأرجنتين باللقب”.
من جانبه أيد فيرنانديز تصريحات بيبي، وقال “لا أعرف إذا كانوا سيعطون الكأس للأرجنتين”. وأضاف لاعب مانشستر يونايتد “لا يهمني، سأقول ما أفكر فيه وتبًّا لهم. من الغريب جدا أنه في مباراتنا يوجد حكم من دولة لا تزال في المسابقة، ولا يوجد حكم برتغالي في المقابل. من الواضح أنهم وقفوا ضدنا لأنهم لم يمنحونا ركلة جزاء واضحة في الشوط الأول”.
كلام اللاعبين كان له وقع الصدمة على الصحفيين البرتغاليين الذين أكدوا أن كان الأحرى بهم أن يتحدثوا عن مسار المباراة وأخطائهم التي ارتكبوها وعدم تسجيلهم للأهداف أو القدرة على العودة بالمباراة.
ويقول هيوغو بيدرو الصحفي البرتغالي في صحيفة “ريكورد” المحلية إنه “لن يتحدث عن الحكم، هناك 22 لاعبا في الملعب وكرة يجب ركلها وتمريرها، الحكم لم يمنعنا من تسجيل الأهداف ولم يسجل في مرمانا هدفا، هذه من ثقافة البرتغاليين عندما يخسروا، يحملوا المسؤولية للحكم”.
وتابع “صحيح أن فيرنانديز انتقد الحكام ولكنه أقر بأن هناك أخطاء ارتكبناها وعلينا تصحيحها، ورونالدو كان جيدا عندما شارك كبديل وشكل خطورة على المرمى المغربي ولا يمكن لسانتوس (مدرب البرتغال) إذا أراد إعادة بناء الفريق بلاعبين شبان نسيان ما فعله رونالدو للمنتخب وللكرة البرتغالية”.
وأضاف أن “ألم خروج رونالدو من المونديال قد يكون مضاعفا لأنه خسر فرصة -في حال فوزه باللقب- بأن يكون أفضل لاعب في التاريخ فهو أقصي وميسي مستمر، فإذا فاز ميسي فالإعلام وكل مجتمع كرة القدم سيمنحون لقب الأفضل بالتاريخ لقائد منتخب الأرجنتين”.
بدوره يكشف ماتوس رودريغيز من قناة “سبورت” البرتغالية، أن الإعلام البرتغالي لم يتطرق إلا عرضا لموضوع التحكيم وكان تركيزهم على أداء المنتخب وخروجه بهذه الطريقة المخزية.
وأوضح أن “الحكم ارتكب أخطاء بعدم منح بطاقات صفراء إضافية للاعبي منتخب المغرب الذين ارتكبوا الكثير من الأخطاء، كما كان يوقف المباراة كثيرا ولا يسمح بانسيابية اللعب”.
وعن رأيه ما إذا كانت جنسية الحكم أثرت على أداء البرتغال؟
يستغرب رودريغيز مثل هذا الكلام من لاعبي منتخب بلاده، ويقول إن “الحكم ليس لوحده فوق أرضية الملعب وهناك حكام في غرفة الفار يتدخلون في حال شكوا بأي أمر، وفي هذا المستوى لا يمكن أن يحابي الحكم فريقا على حساب آخر”.
وقبل مغادرة فرنانديز سألناه عن العلامة الفارقة التي رجحت كفة المغرب، قال “الجماهير المغربية التي كانت تملأ الملعب وساهمت في الفوز ولكنها لم تكن حاسمة، وأشكر بضع مئات من الجمهور البرتغالي الذين تكبدوا عناء القدوم إلى قطر ودعمنا”.