تصدر اسم آدم يشاري منصات التواصل، بعد ارتداء لاعب منتخب سويسرا غرانيت تشاكا قميصا حمل اسم يشاري في الاحتفالات التي أعقبت الفوز على صربيا والصعود للدور الثاني في كأس العالم 2022.
وظهر تشاكا وهو يرتدي قميصا يحمل اسم زميله في الفريق آردون يشاري، الذي ينتمي لعائلة ينحدر منها مناضل شهير وأحد أبطال استقلال كوسوفو البارزين الذي يحمل اللقب ذاته والذي تعده صربيا إرهابيا.
وحضر اسم يشاري عبر المنصات بقوة منذ أمس الجمعة، إذ جاء اسمه في نحو 5 آلاف تغريدة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، كما شارك الآلاف قصته عبر المنصات المختلفة، في حين برز بشكل واضح عبر منصات التواصل العربية حيث شارك مغردون قصته وتاريخه.
ويعد يشاري أحد أبرز رموز استقلال كوسوفو، فهو من مؤسسي جيش تحرير كوسوفو في تسعينيات القرن الماضي، وكان على رأس المجموعات التي هاجمت مراكز تجمع الصرب في البلاد.
وكان يشاري هدفا للقوات الصربية، التي دانته بالإرهاب وحاولت اعتقاله أكثر من مرة لكنها لم تنجح في ذلك، حيث احتمى بالمقاومين وتحصن في قريته، ولم يتمكن الصرب من الوصول إليه.
وجاءت نهاية قصة يشاري بداية عام 1998، حين حشدت القوات الصربية عددا كبيرا من القوات المدعومة بالدبابات والطائرات، مع قذائف المدفعية بعيدة المدى، لمحاصرة بيت يشاري، مع إغلاق المنافذ كافة، لمنع هروبه أو وصول أي دعم خارجي إليه.
واستمر الاشتباك بينه وبين والقوات الصربية يومين كاملين، قُتل خلالهما يشاري و58 من أقاربه، في مجزرة يتذكرها شعب كوسوفو تخليدًا لنضاله من أجل الاستقلال. وكرمت كوسوفو يشاري بعد استقلالها، حيث توجد تماثيل له في شوارعها، كما أطلق اسمه على العديد من المعالم، وارتدى بعض الناس قمصانًا حملت صورته يوم تحرير كوسوفو عام 2008.
وحظى ارتداء تشاكا للقميص بإشادة واسعة عبر المنصات، حيث أثنى المدونون على حرص تشاكا للتذكير بأبطال بلاده الأصلية في هذا المحفل الدولي. وعلق الكاتب الصحفي محمد سلطان -في منشور له عبر فيسبوك- “من يقول إن مناضلا مسلما لم نسمع اسمه من قبل، ولم يسمع به معظم الجيل الحالي، ولم يذكر اسمه كثيرا خارج حدود كوسوفو تحيا ذكراه وتخلد للأبد في ذاكرة العالم، بسبب لاعب يحمل إرث نضال شعبه وظلمهم على يد الصرب، هذا هو الجزء الأهم والأجمل في كرة القدم”.
كما حظى تشاكا بتحية خاصة -عبر المنصات في كوسوفو وألبانيا- إذ أشاد المتفاعلون بحرصه على إحياء قضيتهم في كل فرصة، حيث لا يتوانى عن التذكير بأصول عائلته التي تنحدر من كوسوفو، وهاجرت إلى سويسرا هربا من الحرب الصربية.
وسبق وأن واجه تشاكا منتخب صربيا في مونديال 2018، واحتفل حينها رفقة صديقه -الذي يشاركه الأصول نفسها- شيردان شاكيري برفع إشارة النسر الألباني الشهير، وهو ما أثار غضبا واسعا حينها في صربيا.
ولم تخل المنصات الصربية من غضب واسع أمس الجمعة بعد تصرف تشاكا، الذي رأوا أنه مخالف لقواعد الفيفا، لأن صربيا تعد يشاري “إرهابيا”.
واستقلت كوسوفو عام 2008، وترفض صربيا الاعتراف بهذا الاستقلال حتى الآن. وشهد المونديال الجاري أزمة بين البلدين بعد أن انتشرت صورة داخل غرفة ملابس منتخب صربيا بعد مباراة البرازيل ظهرت فيها خريطة كوسوفو وعليها العلم الصربي، مع عبارة “لا للاستسلام”، وهو ما رأته كوسوفو تحريضا عليها، وبالتالي تقدمت بشكوى رسمية للفيفا الذي بدأ تحقيقا بهذا الأمر.
المصدر: الجزيرة
س.ب