لا تزال قرية جسر الزرقاء بأراضي عام 1948 تعيش الصدمة والحزن، بعد مقتل ثلاثة من أبنائها في أقل من 20 يوما، نتيجة تصاعد أعمال العنف والجريمة، ليرتفع عدد الضحايا فيها منذ مطلع العام إلى 6.
وكان آخر ضحايا العنف والجريمة في القرية، الشاب زاهي جربان الذي قُتل برصاص الشرطة الاسرائيلية فيما أصيب شقيقه بجروح خطيرة، بعد وقت من إصابة قريبهما الفتى وعد جربان وخاله بجروح متفاوتة في جريمة إطلاق نار، قبل أيام.
وحمل والد القتيل زاهي، محمد لطفي جربان، وهو عضو مجلس محلي جسر الزرقاء، الشرطة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن مقتل نجله، حيث أصيب هو والشاب لطفي جربان برصاص الشرطة، مشددا على أن السلطات الإسرائيلية تشجع على ارتكاب الجرائم، من خلال عدم ملاحقتها للقتلة.
ودعا جربان القيادات العربية والنواب العرب، إلى العمل على تشكيل لجنة تحقيق خاصة حول جرائم الشرطة، مشيرا إلى أن هذه الحالة الثانية التي يحصل بها إطلاق نار في جسر الزرقاء من قبل الشرطة، ويتم ارتكاب الجرائم بحق أبنائنا دون أي محاسبة.
وقال: “إن الدولة معنية بسفك دماء العرب وقتلهم بدم بارد، أناشد كل عربي بالتفكير قبل إطلاق النار كوننا مستهدفين، إسرائيل وشرطتها وأذرعها هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة، وسألاحق من قتل ابني قانونيا في المحاكم والمحافل الدولية أيضا”
بدورها، والدة الفتى المصاب وعد عماش، قالت: إن “الوضع أصبح صعبا وخطيرا جدا في القرية، والعنف يحصد أرواح أبنائنا دون أن يتم توفير الحماية لنا، وأدعوا الجميع للوقوف صفا واحدا لحماية مجتمعنا العربي من هذه الظاهرة”.
ودعت الأهالي إلى مراقبة أبنائهم وعدم السماح لهم باقتناء الاسلحة مهما كان السبب، لأن الوضع أصبح لا يطاق في القرية، في ظل مقتل 6 مواطنين منذ بداية العام الجاري.
إمام مسجد عمر بن الخطاب في جسر الزرقاء وأحد رجالات الإصلاح، الشيخ محمد خميس، شدد على أن هناك مجموعات اجرامية في القرية وفي مجتمعنا العربي تعيث فسادا وخرابا ولا بد لمجتمعنا أن يفهم ما يحصل من استهداف سيطال الجميع، وسبب المشاكل هو التسلح، وعدم مراقبة الأهالي لأبنائهم.
وبلغت حصيلة ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي، منذ مطلع العام 2022، 90 قتيلا بينهم 11 امرأة، علمًا أن حصيلة الضحايا في العام الماضي بلغت 111 ضحية بينها 16 امرأة.
واقترفت هذه الجرائم إلى جانب سلسلة أخرى من أحداث العنف وجرائم القتل المتفشية في البلدات والقرى الفلسطينية بأراضي الـ48، في الوقت الذي تتقاعس الشرطة الإسرائيلية عن القيام بعملها في لجم الجريمة، وملاحقة عصابات الإجرام، وتقديم الجناة إلى القضاء.
المصدر: وفا
ي.ك