تفشي الكوليرا في هايتي يتزامن مع بلوغ الجوع مستويات كارثية

تفشي الكوليرا في هايتي يتزامن مع بلوغ الجوع مستويات كارثية
15 أكتوبر 2022
(شباب اف ام) -

بين تهديد الكوليرا، ومواجهة ما يقرب من نصف سكان هايتي جوعا حادا، تواصل وكالات الأمم المتحدة العمل في البلاد بحسب ما تسمح به الحالة الأمنية، إذ يعيق تزايد انعدام الأمن والعنف ونقص الوقود الأنشطة الإنسانية التي تعتبر بالغة الأهمية لأشد سكان هايتي ضعفا.

وقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي من أن سلسلة لا هوادة فيها من الأزمات تحاصر الهايتيين الضعفاء في دائرة من اليأس المتزايد، دون القدرة على الوصول إلى الغذاء والوقود والأسواق والوظائف والخدمات العامة، مما أدّى إلى شل حركة البلاد.

ووصل الجوع إلى “مستويات كارثية” أي إلى المستوى الخامس وهو أعلى مستوى بحسب التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC5) في سيتي سولاي، الواقعة في ضواحي العاصمة بور-أو-برنس.

وإلى جانب ذلك، حذرت اليونيسف من أن ما يقرب من 100,000 طفل دون سن الخامسة ممن يعانون بالفعل من سوء التغذية الحاد الوخيم – المعروف أيضا باسم الهزال الشديد – معرّضون بشكل خاص لتفشي الكوليرا المستمر الذي يؤثر على هايتي.

4.7 مليون شخص يواجهون جوعا حادا

وفقا لآخر تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يواجه 4.7 مليون شخص حاليا جوعا حادا (IPC3 وما فوق) بما في ذلك 1.8 مليون شخص في مرحلة الطوارئ (IPC4)، ولأول مرة في هايتي، هناك 19,000 شخص في مرحلة الجوع الكارثي (IPC5).

وتشهد سيتي سولاي ارتفاعا مقلقا في انعدام الأمن الغذائي على مدار ثلاث سنوات. وحاليا، يعاني 65 في المائة من سكانها، وخاصة الأشد فقر وضعفا، من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، 5 في المائة منهم بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.

وأدّى تزايد العنف في سيتي سولاي، في ظل تنافس الجماعات المسلحة للسيطرة على المنطقة، إلى فقدان السكان القدرة على الوصول إلى أعمالهم والأسواق والخدمات الصحية والتغذوية. وأجبِر العديد منهم على الفرار أو الاختباء في منازلهم.

وقال جان-مارتن باور، المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في هايتي: “يقف برنامج الأغذية العالمي إلى جانب شعب هايتي – في خدمة الفئات الضعيفة ومساعدة الفئات الأكثر فقرا. نحن هنا لضمان حصول أطفال المدارس على وجبة مغذية كل يوم، وتلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية للأسر، وتمكين المجتمعات.”

وأضاف أن هذا وقت الاضطرابات في هايتي. لكن هناك طريق للمضي قدما، وأوضح بالقول: “نحتاج جميعا إلى التحلي بالصبر والتركيز على تقديم المساعدة الإنسانية العاجلة ودعم التنمية طويلة الأجل.

ضرورة تكثيف الجهود

كما استمر الأمن الغذائي في التدهور في المناطق الريفية، حيث انتقل العديد منها من مرحلة الأزمة (IPC3) إلى مرحلة الطوارئ (IPC4).

ومن بين الصدمات التي أدت إلى تفاقم الظروف، خسائر المحصول بسبب انخفاض معدل هطول الأمطار وزلزال عام 2021.

من جانبه، قال خوسيه لويس فرنانديز فيلغويراس، ممثل الفاو في هايتي: “نحتاج إلى مساعدة الهايتيين على إنتاج طعام أفضل وأكثر تغذية لحماية سبل عيشهم ومستقبلهم، لاسيّما في سياق أزمة الغذاء المتفاقمة.”

وشدد على ضرورة تكثيف جهود تعبئة الموارد من أجل تعزيز صمود الأسر المستهدفة بالمساعدات الغذائية الطارئة لزيادة اعتمادها على الذات.

لسنوات، أثّرت الأخطار الطبيعية والاضطرابات السياسية على الهايتيين الذين كانوا بحاجة للمساعدة بالفعل في كل من المناطق الريفية والحضرية.

أدى اندلاع أزمة الغذاء العالمية، مع ارتفاع أسعار الغذاء والوقود إلى تزايد الاضطرابات المدنية التي أدخلت هايتي في حالة من الفوضى، مما شلّ بالكامل الأنشطة الاقتصادية وحركة النقل.

وبلغ معدل التضخم 33 في المائة وتضاعفت تكلفة البنزين.

المصدر: الجمعية العامة للأمم المتحدة

ر.ن